الاثنين، 16 نوفمبر 2009

السلام عليكم ..هذه قصيدة لنزار قباني _ رحمه الله_ بعنوان الخرافة والتي يتعدى فيها على احكام الدين ويبحث فيها عن الحرية الجنسة
..الخرافةحين كنا ..
في الكتاتيب صغارا حقنونا بسخيف القول ليلاً ونهارا
درسونا : " ركبة المرأة عوره .. "
" ضحكة المرأة عوره .. "
" صوتها - من خلف ثقب الباب - عوره .. "
صوروا الجنس لنا .. غولاً بأنيابٍ كبيرهْ يخنقُ الأطفالَ , يقتات العذارى
خوفونا .. من عذاب الله , إن نحن عشقنا هددونا .. بالسكاكين .. إذا نحن حلمنا فنشأنا .. كنباتات الصَحَارىَ نلعقًُ الملحَ , ونستافُ الغبارا يوم كانَ العلمُ في أيامنا .. فلقة ً تُمسكُ رجْليْنا .. وشيخاً .. وحصيرا شوهونا .. شوهوا الإحساس فينا والشعورا فصَـلوا أجسادنا عنا .. عصوراً وعصورا صوروا الحب لنا .. باباً خطيرا لو فتحناه .. سقطنا ميتينْ .. فنشأنا ساذجينْ وبقينا ساذجينْ نحسب المرأة شاةً أو بعيرا ونَرى العالم جنساً وسريرا ..
وهنا يرد عليه الشاعر المصري المعاصر محيي الدين عطيه بقصيدة ولا أروع بعنوان الحقيقة
الحقيقةحين كنا نتغذى من عقول الفضلاء
وتربينا شريفات النساء
آلت الأرض إليناوالسماء..
أشرق النوار فينا وتباهينا بجيل العظماء ..
وسقطناإذ رضعنا كلمات الآخرين وطعمنا من فتات الغالبين
أوهمونا أننا نطفوبإغراق السفين..أننا نحيا بدفن السالفين
فتسابقنا لسب العلماء وتندرنا بقول الأنبياء
أي عشق ياسليب الأرض من دون السماء ..
أي عشق ..والصواريخ تدك الكبرياء
قد دحرنا ..يوم صار الفن ماخورا كبيرا
يوم أضحى الشعر كأساوسريرا
لقنونالا يكون الحب حبادون عري الركبتين
فسمعنا ..وأطعنا ..فتعرى الحب منا حين صار القلب عند الركبتين
حين ضاع النبض بين الشفتين
ما قتلنا ..أو سبينا ..ما هزمنا ..بصواريخ الفناء
حقنونا ..فانتحرنا ..بمزامير صغنا لحنها كالبلهاء

الجمعة، 21 أغسطس 2009

قلب السعيد للقرضاوي

هـذي العقيـدة للسعـيـد هي الأساس هـي العـمود
من عاش يـحملها ويـهتـف باسمـها فهو السعـيـد
هو مؤمـن راسي اليـقيـن كأنـه الـجبـل الوطيـد
غـال، فـلا يـرضى مبيـع النـفس بالثـمن الزهيـد
الله منـه قـد اشتـراهـا وهـو أوفـى بـالعـقـود
عـرف الإلـه، فلم يـعد في الشك يـبديء أو يـعيـد
عـرف المراد من الحيـاة فلم يـعش عيـش الشريـد
وتـفاعـلا: هـو والحيـاة يـفيـدهـا ولـه تـفيـد
المـال والـجـاه الحـلال يـراه أدنـى مـا يـريـد
فـإذا استـفـاد المـال فهـو لخيـر أمتـه رصـيـد
والجـاه عدتـه لنـفع النـاس من بـيـض وســود
فيـعيـش مـن معروفـه فـي مثـل سلطان الرشيـد
ملكـاً تـحيـط بـه القلوب ولا تـحيـط بـه الجنـود
ويـعيـش من إيـمانـه فـي عـالم نـائـي الحـدود
في عرض ما اتـسع الوجـود وطول ما امتـد الخلود
ويـعيـش من أخلاقـه في عـالم الخـيـر المـديـد
حلو الشمائـل في حيـاء الزهـر، في طهـر الوليـد
في رقـة المـاء النـميـر وبهجـة الفجـر الجـديـد
يحيـا بـقلـب من حـريـر لا بـقلـب من حـديـد
يحنـو على العانـي كما يحنـو النـسيـم على الورود
ويـذوب للشاكـي كما قـد ذاب في الشمس الـجليـد
هو فـي الـرخـاء وفـي الشدائـد للجميـع أخ ودود
لا الفـقـر يـذهـله ولا الإثـراء يـنـسيـه العهود
كالنـجم يـبـدو في النـحوس بـدوه عند السـعـود
الـحـب ملء فـؤاده والـحـب كنــز لا يـبـيـد
حـب كضـوء الـشمس يـشرق للمسـود والمسـود
حـب السـعـادة للبـريـة مـن قـريـب أو بـعيـد
لا شـامـت بالمبـتـليـن ولا لذي النـعمى حسـود
لا حـامـل حـقداً، فـما أشقـى الحيـاة مع الحقـود
يـسدي الجميـل لكل حـي من شكـور أو جـحـود
وإذا صنـعت بـه الجـميـل فليـس بالرجـل الكنـود

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

لست إلى سعد ولا المرء منذر إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمرا
فلولا أبو وهب لمرت قصائد على شرف البرقاء يهوين حسرا
أتفخر بالكتان لما لبسته وقد تلبس الأنباط ريطا مقصرا
فلا تك كالوسنان يحلم أنه بقرية كسرى أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى وكانت بمعزل عن الثكل لو كان الفؤاد تفكرا
ولا تك كالشاة التي كان حتفها بجفر ذراعيها فلم ترض محفرا
ولا تك كالعاوي فأقبل نحره ولم يخشه ، سهما من النبل مضمرا
فإنا ومن يهدي القصائد نحونا كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا
________________________
عثمان ابن مظعون
فإن تك عيني في رضا الله نالها يدا ملحدا فالله ليس بمهتدي
فقد عوض الحمن منها ثوابه ومن يرضه الرحمن ياقوم يسعد
فإني وإن قلتم غوي مضلل لأحيا علي دين النبي محمد
اريد بذاك الله والحق ديننا علي رغم من يبغي علينا ويعتدي

الجمعة، 31 يوليو 2009

اشعر من الشعر

يقول برايان تريسي احد خبراء التنميه الذاتيه:ان بإمكان ساعه واحده يوميا ان تغير حياتك كليا وللافضل بإذن الله.فإذا خصصت ساعه واحده يوميا للقراءة في المجال الذي تحبه وترغبان تبرز فيه, فإنك بعد ثلاث سنوات ستكون ضمن افضل المتخصصين في هذا المجال, وفي غضون خمس سنوات, ستكون مرجعا في هذا المجالوفي غضون سبع سنوات, ستكون من افضل المتخصصن على مستوى العالم

من شعر د,محمد صيام

يا أمتي نامي هنية ..... فالنوم أفضل للقضية
نامي فما مرت بــنا ..... أبدا كهاتيك البليـــة
كلا ولا كانت لنـــــا ..... يوما زعامات غبيـــة
نامي وسوف يحلها .... صخب الوفود العالمية
وليعبث الخصم اللئيم .... بكل سهل أو ثنية
والقدس تنهشها الذئاب ..... بخسة وبلا روية
وتدوس مسرى المصطفى ..... عصب التتار البربرية
نامي فما أحلى المنام ...... بلا امتعاض أو حمية
نامـــــــي فإن النائمين ..... يرون أحلاما شهية
_________________________
إن الـــجـــهـــاد ، وبــالــذيـن تــريــنــهـم أمـرُ محال
فـجـمـيـعـهـم أبطال جعجعة أرانــب فـــي النــــزال
وعـلى صـدورهـم نـيـاشـين الــقــــتــال ولا قــتــال
هـــذا الــعــقــيـد ، وذا اللواء وذا الـفريق المــاريشال
رتب وتيجان واوسمه النضال ولا نضال
رتـــب وتــيـــجــان لــمــــن خاضوا المعارك في الخيال
والـــجــيــش سـاهرة عيون الـجيش في كل احتفال
يــحيا الـرئيس خذوا سـلاماً للـرئــيــس أبـي النضال
والخصم - يا للخصم - يلتهم الــسـهــول مـع الجبال
****
يا ســــعــــد بــــلــــغ خـالداً أن الــقـــتــال له رجال
كــــانــــوا كـــمــا كنتم ترزن ونـحـن في زمن الهزال
زمــن الـــنــســور الـيعربيات الــبــعــيـدات الـــمــنال
يـــضـــعـــونــهـــا مـرسـومة فـوق الكتوف و باختيال
ولـــو انــهــم يــاليت شـعري أنــصــفوا رسـموا غزال
والله إنـــي لا أبــــــالـــــــــغ أو أشـــهــــــر أو أغـــال
لو يــــــنــــطــق الـتاريخ في أيـــامــنـــا هــذي لـقال
فـــــلـــيـــلـبس القـواد والضـ ـباط فــســتـاناً وشال
ولـيــــخــــلــعـوا تـلـك النجوم ويدفنـوها في الرمال
ولـــتــركبوهـم فـي الشوارع كـــالحــمــير أو البغال
________________________
:وفي الهيجاء ما جربت نفسي ... ولكن في الهزيمة كالغزال
إذا جربت نفسي كنت شهما ... أصيح بملء صوتي لا أبالي
أحمس في الورى فرسان قومي ... وأحمي ظهرهم عند النزال
فإن هربوا سبقتهم جميعا ... وإن هجموا فقد دبرت حالي
ولي عزم يشق الماء شقا ... ويكسر بيضتين على التوالي
ويقطع حبل قطن بعد شد ... إذا ما الحبل كان على انحلالي
ويوم رأيت صرصورا كبيرا ... فما هربت ولا سلمت حالي
إلى أن يأذن المولى بحل ... وينهزم العدو بلا قتال
وألهمني المولى أن ألقي بنفسي ... وأن أتماوتن على الرمال
وقد فر الصريصر من أمامي ... وهذا الأمر لم يخطر ببالي
ولو لم ينهزم لغدا صريعا ... وشاهد همتي ورأى فعالي
وتلك مزية الشجعان مثلي ... يفر عدوهم بلا قتال
وهذه الأخيرة ليست للدكتور محمد صيام .

السبت، 25 يوليو 2009

في ذكري المولد النبوي من شعر( القرضاوي )1

هو الرسول فكن في الشعر حسانا وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟! ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته ومن بنى يهمو للحق أركانا
خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم تضوع بين الورى روحًا وريحانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
***
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به وشاء ربك أن نزداد إيمانا

السبت، 11 يوليو 2009

من روائع مقامات القرني (1)

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا))
.سُبحانك ما عَبَدنَاك حقَّ عِبَادَتِك.
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك

الله رحيم لطيف، الله بيده الأمر والتصريف، الله أعرف المعارف لا يحتاج إلى تعريف،
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، ولا نرجو سواه، عظيم السّلطان والجاه،
أفلح من دعاه، وسَعِدَ من رجاه، وفاز من تولاه،
سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق سُدى،
عظم سلطانه، ارتفع ميزانه، وجمل إحسانه، وكثر امتنانه.
إليكَ وإلا لا تشد الركائب ومِنك وإلا فالمُؤَمِّل خَائِبُ
وفيك وإلا فالغرام مُضيع وَعَنكَ وإلا فَالمُحَدثُ كَاذبُ

علام الغيوب، غفَّار الذنوب، ستار العيوب، كاشف الكروب، ميسر الخطوب، مقدر المكتوب،
عظمت بركاته، حسنت صفاته، بهرت آياته، أعجزت بيناته، أفحمت معجزاته،
جلت أسماؤه، عمت آلاؤه، امتلأت بحمده أرضه وسماؤه، كثرت نعماؤه، حسن بلاؤه.
ما أحسن قيلَه، ما أجمل تفصيلَه، ما أبهى تنزيلَه، ما أسرع تسهيلَه،
ليس إلا الخضوع له وسيلة، وليس لما يقضيه حيلة.
قَدْ كُنتُ أشفِقُ من دمعيِ على بصَري فاليومَ كل عزيز بعدكمْ هانَا
والله ما ذَكَرَتْ نفسي معاهدَكُم إلا رأيت دُمُوع العين هتانا

يسقي ويطعم، يقضي ويحكم، ينسخ وُيبرِم، يقصم ويفصم، يهين ويكرم،
يروي وُيشبع، يصِل ويقطع، يعطي ويمنع، يخفض ويرفع،يرى ويسمع، ينصر ويقمع،
وليه مأجور، والسعي إليه مبرور، والعمل له مشكور، وحزبه منصور، وعدوّه مدحور، وخصمه مبتور،
يسحق الطّغاة، يمحق العُصاة، يدمِّر العُتاة، يمزّق من آذاه.
سُبحانَ من لو سجدنَا بالجِبَاه لهُ علَى لَظَى الجَمر والمَحمي منَ الإبر
لم تبلُغ العُشرَ من مِقدَار نعِمَتِهِ ولا العُشَير ولا عُشراً مِنَ العُشر

من انتصر به ما ذلَّ، ومن اهتدى بهُداه ما ضلَّ، ومن اتقاه ما زَلَّ، ومن طلب غِناه ما قلَّ، له الكبرياء والجبروت عز وجلّ.
تمَّ كمالهُ، حَسُنَ جماله، تقدّس جلاله، كَرُمَت أفعاله، أصابت أقواله،
نصر أولياءَه، خذل أعداءَه، قرّب أحباءَه.
اطلع فستر، علم فغفر، حلم بعد أن قدر، زاد من شكر، ذكر من ذكر، قصم من كفر.
يَا رَبِّ أوَّل شيء قَالهُ خَلَدي أني ذَكَرْتُكَ في سري وإعْلانِي
فَوَ الذي قد هَدَى قلبي لِطَاعَتِهِ لأذهِبَنَّ بِوَحي منك أحزانِي

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

القصيده العمريه لحافظ ابراهيم

عمر بن الخطاب
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
اللهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلـّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها **** و اجتـث دوحتها إلا مواليـها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر **** و الروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
(إسلام عمر )
رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها
و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها
فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها
سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها
(عمر و بيعة أبي بكر )
و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه **** على الخلافة قاصـيها و دانـيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل و انسابت أفاعيـها
بات النبي مسجا في حظـيرته **** و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها
تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها
أنسـاك حبك طـه أنه بشـر **** يجري عليه شـؤون الكون مجـريها
و أنـه وارد لابـد موردهـا **** مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها
نسيت في حق طه آية نزلت **** و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيـها
فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظـن كل فريـق أن صاحبهم **** أولى بها و أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها
( عمر و علي )
و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحامـيها
كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها
( عمر و جبله بن الايهم )
كم خفت في الله مضعوفا دعاك به **** و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها
و في حديث فتى غسان موعظة **** لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها
فما القوي قويا رغم عزته **** عند الخصومة و الفـاروق قاضـيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته **** و إن تخاصم واليها و راعيها
( عمر و أبو سفيان )
و ما أقلت أبا سفيان حين طوى**** عنك الهدية معتزا بمهديها
لم يغن عنه و قد حاسبته حسب **** و لا معاوية بالشام يجبيها
قيدت منه جليلا شاب مفرقه **** في عزة ليس من عز يدانيها
قد نوهوا باسمه في جاهليته **** و زاده سيد الكونين تنويها
في فتح مكة كانت داره حرما **** قد أمّن الله بعد البيت غاشيها
و كل ذلك لم يشفع لدى عمر **** في هفوة لأبي سفيان يأتيها
تالله لو فعل الخطاب فعلته **** لما ترخص فيها أو يجازيها
فلا الحسابة في حق يجاملها **** و لا القرابة في بطل يحابيها
و تلك قوة نفس لو أراد بها **** شم الجبال لما قرت رواسيها
(عمر و خالد بن الوليد)
سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت **** له الفتوح و هل أغنى تواليها
غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت **** باليمن و النصر و البشرى نواصيها
يرمي الأعادي بآراء مسـددة **** و بالفـوارس قد سالت مذاكيـها
ما واقع الروم إلا فر قارحها **** و لا رمى الفرس إلا طاش راميها
و لم يجز بلدة إلا سمعت بـها **** الله أكبـر تـدْوي في نواحـيها
عشرون موقعة مرت محجلة **** من بعد عشر بنان الفتح تحصيها
و خالد في سبيل الله موقـدها **** و خالـد في سبيل الله صـاليها
أتاه أمر أبي حفـص فقبله **** كمــا يقـبل آي الله تاليهــا
و استقبل العزل في إبان سطوته **** و مجده مستريح النفس هاديها
فاعجب لسيد مخزوم وفارسها **** يوم النزال إذا نادى مناديـها
يقوده حبشي في عمامته **** ولا تحـرك مخزوم عواليـها
ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا **** و عزة النفس لم تجرح حواشيها
و انضم للجند يمشي تحت رايته **** و بالحياة إذا مالت يفديها
و ما عرته شكوك في خليفته **** ولا ارتضى إمرة الجراح تمويها
فخالد كان يدري أن صاحبه **** قد وجه النفس نحو الله توجيها
فما يعالج من قول و لا عـمل **** إلا أراد به للنـاس ترفيـها
لذاك أوصى بأولاد له عمرا **** لما دعاه إلى الفردوس داعيـها
و ما نهى عمر في يوم مصرعه **** نساء مخزوم أن تبـكي بواكيـها
و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا **** فيه و قد كان أعطى القوس باريها
فقال خفت افتتان المسلمين به **** و فتنة النفس أعيت من يداويها
هبوه أخطأ في تأويل مقصده **** و أنها سقطة في عين ناعيها
فلن تعيب حصيف الرأي زلته **** حتى يعيب سيوف الهند نابيها
تالله لم يتَّبع في ابن الوليد هوى **** و لا شفى غلة في الصدر يطويها
لكنه قد رأى رأيا فأتبعه **** عزيمـة منه لـم تثـلم مواضـيها
لم يرع في طاعة المولى خؤولته **** و لا رعى غيرها فيما ينافيها
و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه **** لديه من رأفة في الحد يبديها
إن الذي برأ الفاروق نزهه **** عن النقائص و الأغراض تنزيها
فذاك خلق من الفردوس طينته **** الله أودع فيــها ما ينقيـها
لاالكبر يسكنها لا الظلم يصحبها **** لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها
(عمر و عمرو بن العاص)
شاطرت داهية السواس ثروته **** و لم تخفه بمصر و هو واليها
و أنت تعرف عمرا في حواضرها **** و لست تجهل عمرا في بواديها
لم تنبت الأرض كابن العاص داهية **** يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها
فلم يرغ حيلة فيما أمرت به **** و قام عمرو إلى الأجمال يزجيـها
و لم تقل عاملا منها و قد كثرت **** أمواله وفشا في الأرض فاشيها
(عمر و ولده عبد الله )
و ما وقى ابنك عبد الله أينقه **** لما اطلعت عليها في مراعيها
رأيتها في حماه وهي سارحة **** مثل القصور قد اهتزت أعاليها
فقلت ما كان عبد الله يشبعها **** لو لم يكن ولدي أو كان يرويها
قد استعان بجاهي في تجارته **** و بات باسم أبي حفص ينميها
ردوا النياق لبيت المال إن له **** حق الزيادة فيها قبل شاريها
و هذه خطة لله واضعها **** ردت حقوقا فأغنت مستميحيها
مالإشتراكية المنشود جانبها **** بين الورى غير مبنى من مبانيها
فإن نكن نحن أهليها و منبتها **** فإنـهم عرفوها قـبل أهليـها
(عمر و نصر بن حجاج)
جنى الجمال على نصر فغـربه **** عن المدينة تبكيـه و يبكيـها
و كم رمت قسمات الحسن صاحبها **** و أتعبت قصبات السبق حاويها
و زهرة الروض لولا حسن رونقها *** لما استطالت عليها كف جانيها
كانت له لمة فينانة عجب *** علـى جبـين خليـق أن يحليـها
و كان أنى مشى مالت عقائلها **** شوقا إليه و كاد الحسن يسبيها
هتفن تحت الليالي باسمه شغفا **** و للحسان تمنٍّ في لياليها
جززت لمته لما أتيتَ به **** ففاق عاطلها في الحسن حاليها
فصحت فيه تحول عن مدينتهم **** فإنها فتنة أخشى تماديها
و فتنة الحسن إن هبت نوافحها **** كفتنة الحرب إن هبت سوافيها
(عمر و رسول كسرى)
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها **** سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى **** فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا **** ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره **** من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا **** و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم **** فنمت نوم قرير العين هانيها
(عمر و الشورى )
يا رافعا راية الشورى و حارسها **** جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها **** و للمنـيـة آلام تعـانيـها
لم أنس أمرك للمقداد يحمله **** إلى الجمـاعة إنذارا و تنبيـها
إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا **** فجرد السيف و اضرب في هواديها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها **** طعم المنية مرا عن مراميها
درى عميد بني الشورى بموضعها **** فعاش ما عاش يبنيها و يعليها
و ما استبد برأي في حكومته **** إن الحكومـة تغري مسـتبديـها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها
(مثال من زهده)
يا من صدفت عن الدنيا و زينتها **** فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا **** أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
و يركبوك على البرذون تقدمه **** خيل مطهمة تحـلو مرائيـها
مشى فهملج مختالا براكبه **** و في البراذين ما تزها بعاليـها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني **** و داخلتني حال لست أدريها
و كاد يصبو إلى دنياكم عمر **** و يرتضي بيـع باقيه بفانـيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا **** ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها
(مثال من رحمته )
و من رآه أمام القدر منبطحا **** و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على **** حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده **** و العين من خشية سالت مآقيها
(مثال من تقشفه و ورعه )
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف و ينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
(مثال من هيبته )
في الجاهلية و الإسلام هيبته **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
و بين جنبيه في أوفى صرامته **** فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها
أغنت عن الصارم المصقول درته **** فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها **** لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها **** و راع حتى الغواني في ملاهيها
اريت تلك التي لله قد نذرت **** انشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا **** من غزوة العلى دفي أغنيــها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت **** أنور طلعته أرجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت **** تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى و أبو بكر بجانبه **** لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر **** خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا **** منه وودت لو ان الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها **** فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما **** و في ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر **** إن الشياطين تخشى بأس مخزيها
(مثال من رجوعه إلى الحق )
و فتية ولعوا بالراح فانتبذوا **** لهم مكانا و جدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم **** و الليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم و الخمر قد أخذت **** تعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا **** أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
و رمت تفقيههم في دينهم فإذا **** بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة **** و جئتـنا بثـلاث لا تباليـها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر **** فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهم **** و لا تلم بدار أو تحييها
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلت **** بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهم **** لما رأيت كتاب الله يمليها
و ما أنفت و إن كانوا على حرج **** من أن يحجك بالآيات عاصيها
(عمر و شجرة الرضوان)
و سرحة في سماء السرح قد رفعت **** ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها **** و كان تطوافهـم للدين تشويـها
( الخاتمه )
هذي مناقبه في عهد دولته **** للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة **** من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة **** تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح و ما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبه منها عين غافـيها

الخميس، 2 يوليو 2009

شعر عن الموت

أين الظالمون بل أين التابعون لهم في الغي ثم أين فرعون وهامان
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان
هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان

____________________________
لا يأسَ مهما غرقنا في مآسينا وأمعنَ الكفرُ ذبحاً في ذرا رينا
لا يأسَ فاليأسُ كفرٌ في عقيدتنا وما ارتضينا سوى الإسلام ديناً
سنظلُّ أسداً وإنْ قُصَّتْ مخالبُنَا ولو جرى بدمِ الثوارِ وادينا

الأربعاء، 1 يوليو 2009

من روائع القرني

وما عاد يلهينا الصبى بأريجه *** ولو فاح بالريحان والنثلان
وخط الشيب برأسي لوحة عاشق** يقول إحذروني أيها الثقلان
شربنا ليالي اللهو في كأس غفلة *** ثلاثون عام توجت بثماني
فمرت كأحلام الربيع سريعة*** فأيامها في ناظري ثواني
فلو أنني أرمى بقوس دفعته *** بقوة عزم واحتدام جنان
ولاكن قوس العمر ينغذ أسهما *** وما للفتى في ردهن يدان
وفي أربعين العمر وعظ وعبرة *** ويكفيك على من شاهد الرجفان
فلا تسمعني وعض قس ولاتسق*** علي مقامات الفتى الهمذاني
فعندي من الأيام أبلغ عبرة ***على منبر تلقى بكل لسان
ولما اتخذت العلم خدناو صاحبا *** تركت الهوى والمال ينتحبان
اتخذت القوافي الصافيات مراكبي*** كأن الضحى والليل قد حسداني
فلا تلهك الدنيا بلهو فإنه *** يعاق مسير الشمس بالدبران
فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد*** وخرب فأر ما بنى اليمنان
ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى *** ولو كنت من قيس و عبد مدان
أبو لهب في النار وهو إبن هاشم*** وسلمان في الفردوس وهو خراساني
ولي خاطر كالسيل تدنو زحوفه*** وجودة ذهن فاض كالزبداني
ولا عيب لي إلا طموح مجنح*** كأن فؤادي منه في خفقان
يقولون لي فيك إندفاع وحدة *** فقلت جمال البرق في اللمعان
أتيت بعصر غير عصري وإنني ***غريب في عصر مفلس وزمان
ولو كنت في عصر سوانى*** رأيتني على كوكب الجوزاء خط مكاني

من الروائع

ولو انا اذا متنا تركنا *********** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا اذا متنا بعثنا ************ ونسال بعد ذا عن كل شي
________________________________
البيت لا يبنى إلا على عمـــــــــــــد *** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتـــــــــــاد وأعمـــــــدة*** يوما فقد بلغوا الأمر الذي كادوأ
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة اذا جهالهم سادوا
تهدى الامور باهل الراي ما صلحت ** فان تولت فبالاشرار تنــــــقاد
اذا تولى سراة الناس امرهم *** نمى على ذاك امر القوم فازدادوا
_______________________________
ذريني للغنى أسعى فإني ****رأيت الناس شرهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم****وإن أمسى له كرم وخير
يباعده النوي و تزدريه*****حليلته وينهره الصغير
وتلقى ذا الغناء له جلال***يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليل عيبه والعيب جم *****ولكن للغنى رب غفور

_______________________________
اذا اشتملت على الياس القلوب ***وضاق لمابه الصــدرالرحيب
واوطـنـت المكــاره واطـمانـت***وارسـت في اماكنـها الخطـوب
ولم تر لانكشـاف الضـر وجــهــا***ولا اغـنى بحيـلتــه الاريـب
اتاك على قنوطــك منـه غـــوث***يمـن بــه القريب المستجيب
و كــل الحــادثات وان تناهـت***فـموصـول بهــا فـرج قريـب
_______________________________
لا يُدرِكُ المجدَ إلاَّ سيِّدٌ فطِنٌ *** لِمَا يشقُّ على الساداتِ فعَّال
ُلولا المشَقَّةُ سادَ الناسُ كلُّهُمُ *** الجُودُ يُفقِرُ والإقدامُ قتَّالُ
_______________________________
وإخوان حسبتهم دروعا ×××× فكانوها ولكن للأ عادي
وخلتهم سهاما صائبات ×××× فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب ×××× لقد صدقوا ولكن من ودادي
__________________________________
أتيتـك راجيـا يا ذا الجـلال * ففرج ما تري من سـوء حالـي
عصيتك سيـدي ويلي بجهـلي * وعيب الذنب لم يخـطر ببالـيإلي
مـن يشتـكي الممـلوك إلا * إلي مـولاه يا مـولي الموالــي
لعمـري ليت أمـي لم تلـدني * ولم أغضـبك في ظـلم الليالـي
فهـا أنا عبـدك العاصي فقـير * إلي رحـماك فاقـبل لي سؤالـي

الاثنين، 29 يونيو 2009

رائعه احمد مطر يا قدس معذرة

يا قدسُ معذرةً ومثلي ليسَ يعتذر
ُما لي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا
وأنا ضعيفٌ ليس لي أثرعارٌ علي السمعُ و البصر
ٌوأنا بسيف الحرف أنتحرُ
وأنا اللهيبُ ... وقادتي المطرُفمتى سأستعر ؟!
لو أن أرباب الحمى حجرُلحملت فأساً دونها القدرُ
هوجاء لا تبقي ولا تذر
لكنما ... أصنامُنا بشرُالغدر منهم خائفٌ حذرُ
والمكر يشكو الضعفُ إن مكروا
فالحربُ أغنيةٌ يجن بلحنها الوترُوالسلم مختصر:
ساقٌ على ساق وأقداحٌ يعرش فوقها الخدر
وموائدٌ من حولها بقرُ...... ويكون المؤتمرُ
هزي إليك بجذع المؤتمريُساقط حولك الهذر
ُعاش اللهيب ُويسقط المطرُ

السبت، 27 يونيو 2009

الشافعي والعلم

اخي لن تنال العلم إلا بسته سأنبئك تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغه وصحبه استاذ وطول زمان
_________________________
اصبر على مر الجفا من معلـم فان رسوب العلـم فـي نفراتـه
ومن لم يذق مر التعلـم ساعـة تجرع ذل الجهل طـول حياتـه
ومن فاته التعليـم وقـت شبابـه فكبـر عليـه اربعـا لوفـاتـه
وذات المرء لعمري بالعلم والتقى اذا لم يكونـا لا اعتبـار لذاتـه
_________________________
أأنثر دراً بين سارحـة البهـم وانظم منثوراً تراعية الغنـم ؟
لعمري لئن ضيعت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيهم غرر الكلـم
لئن سهل الله العزيـز بلطفـه وصادفت أهلاً للعلوم وللحكـم
بثثت مفيداً واستفدت ودادهـم وإلا فمكنـون لـدى ومكتتـم
ومن منح الجهال علماً أضاعه ومن منع المستوجيين فقد ظلـم
__________________________
أصبحت مطرحاً في معشر جهلـوا حق الأديب فباعوا الـرأس بالذنـب
والناس يجمعهـم شمـل ، وبينهـم في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهـب الإبريـز يشركـة في لونه الصفر والتفضيل للذهـب
والعود لو لم تطـب منـه روائحـه لم يفرق الناس بين العود والحطـب
__________________________
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطونـه وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه فصار يحمل بين الجفـن والحـدق
___________________________
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينال العلـم إلا فتـى خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الـذي سارت به الركبان بالفضل
بلى بفقـرٍ وعيـالٍ لمـا فرق بين التبـن والبقـل

الشباب والدعوه

إذا رأيت شباب الحي قد نشئوا لا ينقلون مداد الحبر والورق
ولا تراهم لدي العلماء في حلق يعون من صالح الأخبار ما اتسق
فدعهم عنك واعلم انهم همج قد بدلوا بعلو الهمه الخرق
____________________________
دببت للمجد والساعين قد بلغوا جهد النفوس والقوا دونه الإذرا
وكابدوا المجد حتي مل اكثرهم وعانق المجد من اوفي ومن صبرا
لا تحسب المجد تمرا انت آكله لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا
____________________________

مقدمه

(الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه)
(الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحـــوت ناجاه )
(والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدا في خلاياه )
(والناس يعصونه سرا فيسترهم والعبد ينسى وربى ليس ينساه)
_____________________________
إن الملوك إذا شابت عبيدُهُمُ في رقّهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار

عائض القرني (حبيت يا علما)

حبيت يا علما بالحق توصينا وعالما قد جمعت الرفق واللينا
يا زاهرا أنت رمز في مسيرتنا : منكم اخذنا العصاميات تلقينا
فأنت قصه مجد للعلي كتبت : للجيل يقرأها صبرا وتمكينا
سريت للمجد والاهون قد غفلوا : حتي جلست علي الجوزاء تحيينا
تساهر الحرف والظلماء تعصف في: وجه الفوانيس ايهاما وتهوينا
علي الحصير طلبت العلم في زمن :كانت مدارسنا في ما مضي طينا
لم يأتك المجد يا استاذنا هبه :ولكن غلابا وتحصيلا وتدوينا
من الصبا ولنا علم بسيرتكم : حتي كبرنا وقد شابت نواصينا
فمثلكم يا كريم الذات مدرسه :نري بها العبر الكبري افانينا
فالضاد طوع لكم القت اعنتها :حبا لمن رصع الفصحي نياشينا

قلب الأم ( قصه مؤثره)

أغري امرؤيوما غلاما جاهــــــــلا بنقوده حتي ينال به الوطـــــــر
قال أئتني بفؤاد امك يافتـــــــي ولك الجواهر والدراهم والـــــدرر
فمضي وأغرز خنجرا في صدرها والقلب اخرجه وعاد علي الاثــــر
لكنه من فرط سرعته هـــــــوي فتدحرج القلب المعفـــــر اذ عثــر
ناداه قلب الام وهو معفــــــــــر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حــــنوه غضب السماء علي الوليد انهمـر
فدري فظيع جناية لم يأتهــــــا ولد ســـــواه من البشـــــــر
وأرتد نحو القلب يغسله بمــــا فاضت به عيناه من سيل العبـــر
ويقول ياقلب انتقم منـــــــــي فأن جريمتي لاتغتفــــــــــــر
وأستل خنجره ليطعن صـــدره حنقا ويبقي عبرة لمن اعتبـــــــر
فناداه قلب الام..قف ولدي ولا تطعن فؤادي مرتين علي الأثـــــر

السبت، 20 يونيو 2009

قصيده قصه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام

فاضت بالعبرة عيناه *** أضناه الحلم وأشقاه
شيخ تتمزق مهجته *** تتندى بالدمع لحاه
ينتزع الخطوة مهموما *** والكون يناشد مسراه
وغلام جاء على كبر *** يتعقب فى السير أباه
والحيرة تثقل كاهله *** وتبعثر فى الدرب خطاه
ويهم الشيخ لغايته *** ويشد الابن بيمناه
بلغا فى السعى نهايته *** والشيخ يكابد بلواه
لكن الرؤيا لنبى *** صدق وقرار يلقاه
والمشهد يبلغ ذروته *** وأشد الأمر وأقساه
إذ تمرق كلمات عجلى *** ويقص الوالد رؤياه
وأمرت بذبحك يا ولدى *** فانظر فى الأمر وعقباه
ويجيب العبد بلا فزع *** افعل ما تؤمر أبتاه
لن نعصى لإلهى أمرا *** من يعصي يوما مولاه ؟!!
واستل الوالد سكينا *** واستسلم الابن لرداه
ألقاه برفق لجبين *** كى لا تتلقى عيناه
أرأيتم قلبا أبويا *** يتقبل أمرا يأباه ؟؟
أرأيتم ابنا يتلقى *** أمرا بالذبح ويرضاه ؟؟
وتهز الكون ضراعات *** ودعاء يقبله الله
تتوسل للملأ الأعلى *** أرض وسماء ومياه
ويقول الحق ورحمته *** سبقت بفضل عطاياه
صدقت الرؤيا لا تحزن *** يا إبراهيم فديناهمنقول

الاثنين، 15 يونيو 2009

لكل شيء إذا ما تم نقصان (قيلت في رثاء الاندلس)

لكل شيء إذا ما تم نقصان ...... فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتها دول ...... من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ...... ولا يدوم على حال لها شانُ
يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة ...... إذا نبت مشرفيات وخرصانُ
وينتضي كل سيف للفناء ولو ...... كان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ
أين الملوك ذوي التيجان من يمن ...... وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأين ما شادهُ شدّاد في إرم ...... وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ...... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكل أمر لا مرد له ...... حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملكٍ .... كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
فجــــائع الدهر أنواع منوعةٌ ...... وللزمان مــســــراتٌ وأحزانُ

دار الزمان على (دارا) وقاتله ...... وأم كسرى فما آواه إيـــوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ ...... يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ
وللحوادث سلــوان يسهلها ...... وما لما حـــــلَّ بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ...... هوى له أحــــدٌ وانهدّ ثهلانُ
أصابها العين في الإسلام فارتأزت ...... حتى خلت منه أقطار وبلدانُ
فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية) ...... وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟
وأين (قرطبة) دار العلوم فكم ...... مـن عالم قد سما فيها له شان؟
وأين (حمص) وما تحويه من نزه ...... ونهرها العذب فياض وملانُ
قواعدٌ كن أركان البلاد فما ...... عسى البقاء إذا لم تبق أركــــانُ
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ...... كما بكى الفراق الألف هيمانُ
على الديار من الإسلام خالية ...... قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائس مـا ...... فيهن إلا نواقيس وصلبانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ...... حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعظة ...... إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه ...... أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ !!!؟
تلكَ المصيبةُ أنْسَـــتْ ما تَقَـدَّمَها ...... ومــالهَا مــن طوالِ الدَّهـرِ نِسيــانُ
يا راكبينَ عــتاقَ الخيلِ ضــامرةً ...... كـــأنَّها في مجـــالِ السَبـقِ عُقبانُ
وحاملينَ سيـوفَ الهنـدِ مــُرهَفةً ...... كــأنَّها في ظَـلامِ النَّقــعِ نــيرَانُ
أَعنــدكُم نبأٌ مـــن أهــلِ أنــدلُسٍ ...... فقد ســرى بحــديثِ القــومِ رُكبــانُ
كَم يستغيثُ بنا المستضعفــونَ وهُم ...... قَتلـى وأســـرَى فمــا يهتــزُ إنسانُ
لماذا التـــقاطعُ في الإســلامِ بينكمُ ...... وأنتــــم يا عبــادَ اللــهِ إخْـــــوانُ
يا مــن لـــذلَّةِ قــومٍ بعدَ عـــزَّتِهِم ...... أحــالَ حـــالهُمْ جــــورٌ وطُغيـانُ
بالأمــسِ كانُوا مُـلُوكاً في مــنازلهِم ...... واليـومَ هـم في بــلادِ الكفـرِ عُبدان
ُفـلو تــراهُم حَيَارى لا دليــلَ لهــم ...... عليهِــمْ مِــن ثيــابِ الـــذُّلِ ألوَانُ
يا ربَّ أمٍ وطفــلٍ حِيــلَ بينهُـــما ...... كـمـــا تُــفــــرَّقُ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلـةٌ مثـلَ حُسـنِ الشمــسِ إذ ...... طلعـت كأنَّما هي ياقــوتٌ وَمَرجانُ
يقودُها العِلْـجُ للمكــروُهِ مكــرَهةً ...... والعــــينُ باكيـــةٌ والقَـلـبُ حيـرانُ
لمثلِ هـذا يبكِي القــلبُ مِن كَمــدٍ ...... إن كـــانَ في القَلـبِ إســلامٌ وإيمانُ

للشاعر : أبوالبقاء الرنــدي

الأحد، 7 يونيو 2009

ولد الهدي (احمد شوقي)

وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعرش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاء
ُذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم تقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الله، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
أحمد شوقي

الجمعة، 5 يونيو 2009

من اروع قصائد الزهد (الجزء الاول)

بينا الفتى مرح الخطا فرحا بما يسعى له
إذ قيل قد مرض الفتى
إذ قيل بات بليلة ما نامها
إذ قيل أصبح مثقلا ما يرتجى
إذ قيل أمسى شاخصا و موجها
إذ قيل فارقهم و حل به الردى
=============================
إن الطبيب له علم يدل به ~ إنْ كان للمرء في الأيام تأخير
حتى إذا ما انتهت أيام رحلته ~ حار الطبيب وخانته العقاقير
=============================
تزود من التقوى فإنك لا~ تدري أذا جنَّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ~ وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ~ وقد أُدخلت أجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروس زيتوها لزوجها ~ وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صحيح مات من غير علة ~ زكم من سقيم عاش حينا من الدهر =============================
تذكـر في مشيبــك والمــآب ~ ودفـنـك بعـد عـزك في التـــــراب
إذا أدخلــــــت قبرا أنت فيـــــــه ~ تقيـم فيـــــه إلى يـــــوم الحســــاب
وفي أوصال جسمك حين تبقى ~ مقطعـــــة ممزقـــــــــة الإهـــــــاب
فلولا القبــر صار عليك سترا ~ لَنُتِنَتِ الأباطــــح والروابــــــــي
خلقت من التراب فصرت حيا ~ وعُلِمْتَ الفصيـــح من الخطــــاب
وعدت إلى التـراب فصرت فيه ~ كأنــــك ما خلقــــت من التــــراب
طلــق هـذه الدنــــيا ثــلاثـــــا ~ وبــــادر قبــــل موتك بالمتـــــاب
ينـــــادى في صبيـحة كل يوم ~ لدوا للمـــــوت وابنــــــوا للخـــراب
============================
هي الدنيا فلا تحزن عليها وأبشر إن تراخت في وصالك
فما فيها مهان عند ربي وما فيها يجر إلى المهالك
تذكر جنة الفردوس واعمل ولا تنسى نصيبك من حلالك
ولا تنسى جهنم حين تلهو تذكر خازن النيران مالك
===========================
يؤمل دنيا لتبقى لـــــــــــــه ***** فوافى المنية قبل الأمــــــل
حثيثا ليروى أصول الفسيل ***** فعاش الفسيل ومات الرجل
============================
إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواح حاد
فلو كنا جمـاد لاتعظنا *** ولكنا أشـد من الجماد
تنادينا المنية كل وقت *** وما نصغ إلى قول المنادي
إذا ما الزرع قارنه اصفرار *** فليس دواؤه غير الحصاد
كأنك بالمشيب وقد تبدى *** وبالأخرى مناديها ينادي
وقالوا قد قضى فقر *** عليه سلامكم إلى يوم التناد
===========================
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، = وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي = بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً، = لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِيتَتي، لا بُدّ مِنها، = تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي = وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى = ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، = وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً = وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى = ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً = يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

من اروع القصائدفي مدح النبي لشاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني)


بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار = وحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـرا = وأعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار
وشقّت الصمت والأنسـام تحملهـا = تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار
وهدهدت " مكّة " الوسنـى أناملهـا = وهـزّت الكون إيذانـا بإسـفـار
فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي = عينيـه أسـرار عشـاق وثوار
كأنّ فيض السنى في كـلّ رابية= مـوج وفـي كـلّ سفـح جـدول جـاري
تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى = تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
واستقبلـت طفـلا فــي تبسّـمـه = آيـات بشـرى وإيمـاءات إنـذار
وشبّ طفل الهدى المنشـود متّـزرا = بالحـقّ متّشحـا بالنـور والـنـار
في كفّه شعلـة تهـدي وفـي فمـه = بشرى وفي عينـه إصـرار أقـدار
وفي ملامحـه وعـد وفـي دمـه = بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه = واللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعد كالنور يخزي الظالمين كمـا = يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العـدل فاحتشـدت = كتائـب الجـور تنضـي كـلّ بتّـار
كأنّـهـا خلـفـه نــار مجنّـحـة = تعـدو قدّامـه أفــواج إعـصـار
فضجّ بالحقّ والدنيـا بمـا رحبـت = تهـوي عليـه بأشـداق وأظـفـار
وسـار والـدرب أحقـاد مسلّخـة = كأنّ في كلّ شبـر ضيغمـا ضـاري
وهبّ فـي دربـه المرسـوم مندفعـا = كالدهـر يقـذف أخطـار بأخـطـار
فأدبر الظلـم يلقـي هـاهنـا أجـلا = وهاهنـا يتلقّـى كـفّ ... حفّـار
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبته = فلم تطـق وقفـة فـي وجـه تيّـار
رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـه = قصوى فشـقّ إليهـا كـلّ مضمـار
وامتدّت الملّة السمحـا يـرفّ علـى = جبينهـا تـاج إعـظـام وإكـبـار
مضى إلى الفتح لابغيـا ولاطمعـا = لكـنّ حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا = عـدلا ... تدبّـره أفكـار أحــرار
ياقاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا = فظائع أيـن منهـا زنـدك الـواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي = تئـنّ مـابيـن سفّـاح وسمسـار
يشدّهـا قيـد سجّـان وينهشـهـا = سوط ويحدو خطاها صوت خمّـار
تعطي القيـاد وزيـرا وهـو متّجـر = بجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري
فكيف لانت لجـلّاد الحمـى عـدن = وكيف ساس حماها غـدر فجّـار ؟
وقـادهـا زعـمــاء لايـبـرّهـم = فعـل وأقوالهـم أقــوال أبــرار
أشباه ناس وخيـرات البـلاد لهـم = يا للرجـال وشعـب جائـع عـار
يأشبـاه نـاس دنانيـر البـلاد لهـم = ووزنهـم لايسـاوي ربـع دينـار
ولايصونون عنـد الغـدر أنفسهـم = فهل يصونون عهد الصحب والجـار
ترى شخوصهـم رسميّـة وتـرى = أطماعهم في الحمـى أطمـاع تجّـار
أكـاد أسخـر منهـم ثـمّ تضحكنـي = دعواهـم أنّهـم أصـحـاب أفـكـار
يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجّدهـم = ومجدهم رجس أخشـاب وأحجـار
لاتخبر الشعـب عنهـم إنّ أعينـه = ترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار
الآكلـون جـراح الشعـب تخبـرنـا = ثيابـهـم أنّـهـم آلات أشـــرار
ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـا = بأنّهـا دمــع أكـبـاد وأبـصـار
يشـرون بالـذلّ ألقابـا تستّـرهـم = لكنّهـم يستـرون الـعـار بالـعـار
تحسّهم فـي يـد المستعمريـن كمـا = تحـسّ مسبحـة فـي كـفّ سحّـار
ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذا = ضجّ السكون وهبّت غضبـة الثـار!
فليغنـم الجـور إقبـال الزمـان لـه = فــإنّ إقبـالـه إنــذار إدبـــار
والنـاس شـرّ وأخيـار وشرّهـم = منـافـق يـتـزيّـا زيّ أخـيــار
وأضيع الناس شعب بـات يحرسـه = لـصّ تسـتـره أثــواب أحـبـار
فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمّـتـه = وفي يديـه لهـا سكّيـن جـزّار!
حقـد الشعـوب براكيـن مسمّـمـة = وقودهـا كـلّ خــوّان وغــدّار
من كـلّ محتقـر للشعـب صورتـه = رسـم الخيانـات أو تمثـال أقــذار
و جثّـة شـوّش التعطيـر جيفتهـا = كأنّهـا ميتـه فـي ثـوب عـطّـار
بين الجنـوب وبيـن العابثيـن بـه = يوم يحـنّ إليـه يـوم " ذي قـار "
ياخاتم الرسل هـذا يومـك انبعثـت = ذكراه كالفجر فـي أحضـان أنهـار
ياصاحب المبدأ الأعلى ، وهل حملت = رسالـة الحـقّ إلاّ روح مخـتـار ؟
أعلى المباديء ماصاغـت لحاملهـا = من الهدى والضحايا نصـب تذكـار
فكيـف نذكـر أشخاصـا مبادئـهـم = مباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟!
يبـدون للشعـب أحبابـا وبينـهـم = والشعب مابين طبع الهرّ والفـار
مالي أغنّيك يا " طه " وفـي نغمـي = دمع وفي خاطـري أحقـاد ثـوّار ؟
تململـت كبريـاء الجـرح فانتزفـت = حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي = صدري جحيم تشظّت بيـن أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشـادي فـإنّ أبـي = " حسّان " أخباره في الشعر أخبـاري
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا = جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـم = كأنّهـنّ قــلاع خـلـف أســوار
نحن اليمانين يا " طـه " تطيـر بنـا = إلـى روابـي العـلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت " عـمّـارا " و مـبـدأه = فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد " عمّـار "
" طه " إليك صلاة الشعـر ترفعهـا = روحـي وتعزفهـا أوتـار قيـثـار

الاثنين، 1 يونيو 2009

محمد في فؤاد الغار يرتجف للشيخ عائض القرني


محمد في فؤاد الغار يرتجفُ ::: في كفّه الدهر والتاريخ والصحفُ
مُزَمّل في رداء الطهر قد صَعَدت ::: أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ
من الصفا من سماء البيت جلَّله ::: نوراً من الله لا صوفُ ولاخصفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت:تيجان من قتلواالأحرارواعتسفو
وَحُرّرت من بلال الحقّ مهجتَه ::: وضلّ ما نسج الباغون واقترفوا
أنا الجزيرة في عيني عباقرة ::: الفجرُ والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتها ::: وفي حمى عرفاتٍ دهرنا يقف
جبريل يروي لنا الآيات في حُللٍ ::: منث القداسات والأملاك قد دلفوا
وقاتلت معنا الأملاك في أُحُـدٍ :: تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابت عيون وأسماعُ وأفئدةُ ::: حُبّاً لمن نوره في الغار مكتنفُ
اقرأ فأنت أبو التعليم رائده ::: من بحر علمك كلُّ الجيل يغترفُ
إن لم تَصُغ منك أقلامٌ معارفها ::: فالزور ديدنها والظلم والصلفُ
تأريخنا أنت أمهرناك في أنفسنا :::نمضي على قبساتٍ منك أو نقفُ
على جماجمنا خُض كل ملحمةٍ :أغلى الرؤس التي في الله تقتطف
في كفك الشهم من حبل الهدى طرف:على الصراط وفي أرواحنا طرفُ
فكن شهيداً على بيع النفوس فما : تحوي الظمائر منا فوق ما نصفُ

نور من الغور

نور من الغور أم صوت من الغار أم ومضة الفكر أم تاريخ أسراري
تطوي الفيافي مثل الفجر في ألق تروي الفيافي كمثل السلسل الجاري
الشمس والبدر في كفيك لو نزلت ما أطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولكن فيك ملحمة يذوب في ساحها مليون جبار
شادوا الدنانير هالات مزخرفة جماعها لا يساوي ربع دينار

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تجلّى مولد الهادي وعمّت بشائره البوادي والهضابا
وأهدت للبرية بنت وهب يداً بيضاء طوّقت الرقابا
لقد ولدته وهاجاً منيراً كما تلد السموات الشهابا

السبت، 30 مايو 2009

روائع من اشعار الإمام الشافعي (الجزء الثاني)

إن الملوك بلاء حيثما حلوا:::فلا يكن لك في ابوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا:::جاروا عليك وإن ارضيتهم ملوا
فاستغن بالله عن ابوابهم كرما :::إن الوقوف علي ابوابهم ذل
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إذا لم اجد تقيا فوحدتي ::: الذ واشهي من غوي اعاشره
واجلس وحدي للعباده آمنا :::أقر لعيني من جليس أحاذره
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لما عفوت ولم احقد علي احد:::ارحت نفسي من هم العداوت
إني احيي عدوي عند رأيته:::لأدفع الشر عني بالتحيات
واظهر البشر للإنسان ابغضه:::كما إن قد حشا قلبي محبات
فالناس داء ودواء الناس قربهم:::وفي اعتزالهم قطع المودات
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ومن هاب الرجال تهيبه ::: ومن حقر الرجال فلن يهابا
ومن قضت الرجال له حقوقا::: ومن يعص الرجال فما اصابا
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وعين الرضا عن كل عيب كليله:::ولكن عين البغض تبدي المساويا
ولست بهياب لمن لا يهابني :::ولست اري للمرء ما لا يري ليا
فإن تدن مني تدن منك محبيتي :::وإن تنأ عني تلقني لك نائيا
كلانا غني عن أخيه حياته:::ونحن إذا متنا اشد تغانيا
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لا تحملن لمن يمن::: من الأنام عليك منه
واختر لنفسك حظها:::واصبر فإن الصبر جنه
منن الرجال علي القلوب :::اشد من وقع الأسنه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
زن من وزنك بما وزنك::: وما وزنك به فزنه
من جاء اليك فاذهب::: اليه ومن جفاك فصد عنه
من ظن انك دونه ::: فدع هواه إذا وهنه
واذهب الي رب العباد ::: فكل ما يأتيك منه
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثلاث هن مهلكه الأنام ::: وداعيه الصحيح الي السقام
دوام مداومه ودوام وطء ::: وإدخال الطعام علي الطعام
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يا لهف نفسي علي مال افرقه ::: علي المقلين من أهل المرؤآت
إن اعتذاري لمن جاء يسألني ::: ما ليس عندي لمن لمن احدي المصيبات
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إذا نطق السفيه فلا اجبه ::: فخير من اجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه ::: وإن خليته كمدا يموت
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عيك بتقوي الله إن كنت غافلا ::: يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا ::: وقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق يأتي بقوه ::: ما اكل العصفور مع النسر
::::::
تذود من التقوي فإنك لا تدري ::: إذا جن ليل هل تعيش الي الفجر
فكم من فتي يمسي ويصبح ضاحكا ::: وقد نسجت اكفانه وهو لا يدري
وكم من صحيح مات من غير علة ::: وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فمن عاش الفا والفين ::: فلا بد من يوم يسير فيه الي القبر
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إن كنت تغدوا في الذنوب جليدا::: وتخاف من يوم المعد وعيدا
فلقد اتاك من المهيمن عفوه ::: وافاض من نعم عليك مزيدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ::: في بطن امل مضغه ووليدا
لو شاء أن تصلي جهنم خالدا::: ما كان الهم قلبك التوحيد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الجمعة، 29 مايو 2009

روائع من اشعار الإمام الشافعي (الجزء الاول)

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا*** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحه*وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ***ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعه ***فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ***ويلقاه من بعد المحبه بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ***ويفشي سرا كان بالأمس قد خفا
سلام علي الدنيا إذا لم يكن بها**صديق صدوق صادق الوعد منصفا
***********
الم يبق في الناس إلا المكر والملق*شوك إذا لمسوا زهر إذا رمق
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم* فكن جحيما لعل الشوك يحترق
***********
أمت مطامعي فأرحت نفسي ***فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا *** ففي إحيائه عرض مصون
اذا طمع يحل بقلب عبد *** علته مهانه وعلاه هون
************
إذا اصبحت عندي قوت يومي فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم الغد ببالي فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن اراد الله امرا فأترك ما اريد لما يريد
*********
ولولا الشعر بالعلماء يزري *** لكنت اليوم اشعر من لبيد
واشجع في الوغي من كل ليث***وآل مهلب وبنو يذيد
ولولا مخافه الرحمن ربي *** حسبت الناس كلهم عبيدي
**********
إذا رمت أن تحيا سليما من الاذي ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطق منك اللسان بسوأه فكلك سوأت وللناس السن
وعيناك إن ابدت اليك معايبا فدعها وقل يا عين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي ودافع ولكن بالتي هي احسن
**********