الاثنين، 29 يونيو 2009

رائعه احمد مطر يا قدس معذرة

يا قدسُ معذرةً ومثلي ليسَ يعتذر
ُما لي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا
وأنا ضعيفٌ ليس لي أثرعارٌ علي السمعُ و البصر
ٌوأنا بسيف الحرف أنتحرُ
وأنا اللهيبُ ... وقادتي المطرُفمتى سأستعر ؟!
لو أن أرباب الحمى حجرُلحملت فأساً دونها القدرُ
هوجاء لا تبقي ولا تذر
لكنما ... أصنامُنا بشرُالغدر منهم خائفٌ حذرُ
والمكر يشكو الضعفُ إن مكروا
فالحربُ أغنيةٌ يجن بلحنها الوترُوالسلم مختصر:
ساقٌ على ساق وأقداحٌ يعرش فوقها الخدر
وموائدٌ من حولها بقرُ...... ويكون المؤتمرُ
هزي إليك بجذع المؤتمريُساقط حولك الهذر
ُعاش اللهيب ُويسقط المطرُ

السبت، 27 يونيو 2009

الشافعي والعلم

اخي لن تنال العلم إلا بسته سأنبئك تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغه وصحبه استاذ وطول زمان
_________________________
اصبر على مر الجفا من معلـم فان رسوب العلـم فـي نفراتـه
ومن لم يذق مر التعلـم ساعـة تجرع ذل الجهل طـول حياتـه
ومن فاته التعليـم وقـت شبابـه فكبـر عليـه اربعـا لوفـاتـه
وذات المرء لعمري بالعلم والتقى اذا لم يكونـا لا اعتبـار لذاتـه
_________________________
أأنثر دراً بين سارحـة البهـم وانظم منثوراً تراعية الغنـم ؟
لعمري لئن ضيعت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيهم غرر الكلـم
لئن سهل الله العزيـز بلطفـه وصادفت أهلاً للعلوم وللحكـم
بثثت مفيداً واستفدت ودادهـم وإلا فمكنـون لـدى ومكتتـم
ومن منح الجهال علماً أضاعه ومن منع المستوجيين فقد ظلـم
__________________________
أصبحت مطرحاً في معشر جهلـوا حق الأديب فباعوا الـرأس بالذنـب
والناس يجمعهـم شمـل ، وبينهـم في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهـب الإبريـز يشركـة في لونه الصفر والتفضيل للذهـب
والعود لو لم تطـب منـه روائحـه لم يفرق الناس بين العود والحطـب
__________________________
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطونـه وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه فصار يحمل بين الجفـن والحـدق
___________________________
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينال العلـم إلا فتـى خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الـذي سارت به الركبان بالفضل
بلى بفقـرٍ وعيـالٍ لمـا فرق بين التبـن والبقـل

الشباب والدعوه

إذا رأيت شباب الحي قد نشئوا لا ينقلون مداد الحبر والورق
ولا تراهم لدي العلماء في حلق يعون من صالح الأخبار ما اتسق
فدعهم عنك واعلم انهم همج قد بدلوا بعلو الهمه الخرق
____________________________
دببت للمجد والساعين قد بلغوا جهد النفوس والقوا دونه الإذرا
وكابدوا المجد حتي مل اكثرهم وعانق المجد من اوفي ومن صبرا
لا تحسب المجد تمرا انت آكله لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا
____________________________

مقدمه

(الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه)
(الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحـــوت ناجاه )
(والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدا في خلاياه )
(والناس يعصونه سرا فيسترهم والعبد ينسى وربى ليس ينساه)
_____________________________
إن الملوك إذا شابت عبيدُهُمُ في رقّهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار

عائض القرني (حبيت يا علما)

حبيت يا علما بالحق توصينا وعالما قد جمعت الرفق واللينا
يا زاهرا أنت رمز في مسيرتنا : منكم اخذنا العصاميات تلقينا
فأنت قصه مجد للعلي كتبت : للجيل يقرأها صبرا وتمكينا
سريت للمجد والاهون قد غفلوا : حتي جلست علي الجوزاء تحيينا
تساهر الحرف والظلماء تعصف في: وجه الفوانيس ايهاما وتهوينا
علي الحصير طلبت العلم في زمن :كانت مدارسنا في ما مضي طينا
لم يأتك المجد يا استاذنا هبه :ولكن غلابا وتحصيلا وتدوينا
من الصبا ولنا علم بسيرتكم : حتي كبرنا وقد شابت نواصينا
فمثلكم يا كريم الذات مدرسه :نري بها العبر الكبري افانينا
فالضاد طوع لكم القت اعنتها :حبا لمن رصع الفصحي نياشينا

قلب الأم ( قصه مؤثره)

أغري امرؤيوما غلاما جاهــــــــلا بنقوده حتي ينال به الوطـــــــر
قال أئتني بفؤاد امك يافتـــــــي ولك الجواهر والدراهم والـــــدرر
فمضي وأغرز خنجرا في صدرها والقلب اخرجه وعاد علي الاثــــر
لكنه من فرط سرعته هـــــــوي فتدحرج القلب المعفـــــر اذ عثــر
ناداه قلب الام وهو معفــــــــــر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حــــنوه غضب السماء علي الوليد انهمـر
فدري فظيع جناية لم يأتهــــــا ولد ســـــواه من البشـــــــر
وأرتد نحو القلب يغسله بمــــا فاضت به عيناه من سيل العبـــر
ويقول ياقلب انتقم منـــــــــي فأن جريمتي لاتغتفــــــــــــر
وأستل خنجره ليطعن صـــدره حنقا ويبقي عبرة لمن اعتبـــــــر
فناداه قلب الام..قف ولدي ولا تطعن فؤادي مرتين علي الأثـــــر

السبت، 20 يونيو 2009

قصيده قصه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام

فاضت بالعبرة عيناه *** أضناه الحلم وأشقاه
شيخ تتمزق مهجته *** تتندى بالدمع لحاه
ينتزع الخطوة مهموما *** والكون يناشد مسراه
وغلام جاء على كبر *** يتعقب فى السير أباه
والحيرة تثقل كاهله *** وتبعثر فى الدرب خطاه
ويهم الشيخ لغايته *** ويشد الابن بيمناه
بلغا فى السعى نهايته *** والشيخ يكابد بلواه
لكن الرؤيا لنبى *** صدق وقرار يلقاه
والمشهد يبلغ ذروته *** وأشد الأمر وأقساه
إذ تمرق كلمات عجلى *** ويقص الوالد رؤياه
وأمرت بذبحك يا ولدى *** فانظر فى الأمر وعقباه
ويجيب العبد بلا فزع *** افعل ما تؤمر أبتاه
لن نعصى لإلهى أمرا *** من يعصي يوما مولاه ؟!!
واستل الوالد سكينا *** واستسلم الابن لرداه
ألقاه برفق لجبين *** كى لا تتلقى عيناه
أرأيتم قلبا أبويا *** يتقبل أمرا يأباه ؟؟
أرأيتم ابنا يتلقى *** أمرا بالذبح ويرضاه ؟؟
وتهز الكون ضراعات *** ودعاء يقبله الله
تتوسل للملأ الأعلى *** أرض وسماء ومياه
ويقول الحق ورحمته *** سبقت بفضل عطاياه
صدقت الرؤيا لا تحزن *** يا إبراهيم فديناهمنقول

الاثنين، 15 يونيو 2009

لكل شيء إذا ما تم نقصان (قيلت في رثاء الاندلس)

لكل شيء إذا ما تم نقصان ...... فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتها دول ...... من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ...... ولا يدوم على حال لها شانُ
يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة ...... إذا نبت مشرفيات وخرصانُ
وينتضي كل سيف للفناء ولو ...... كان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ
أين الملوك ذوي التيجان من يمن ...... وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأين ما شادهُ شدّاد في إرم ...... وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ...... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكل أمر لا مرد له ...... حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملكٍ .... كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
فجــــائع الدهر أنواع منوعةٌ ...... وللزمان مــســــراتٌ وأحزانُ

دار الزمان على (دارا) وقاتله ...... وأم كسرى فما آواه إيـــوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ ...... يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ
وللحوادث سلــوان يسهلها ...... وما لما حـــــلَّ بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ...... هوى له أحــــدٌ وانهدّ ثهلانُ
أصابها العين في الإسلام فارتأزت ...... حتى خلت منه أقطار وبلدانُ
فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية) ...... وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟
وأين (قرطبة) دار العلوم فكم ...... مـن عالم قد سما فيها له شان؟
وأين (حمص) وما تحويه من نزه ...... ونهرها العذب فياض وملانُ
قواعدٌ كن أركان البلاد فما ...... عسى البقاء إذا لم تبق أركــــانُ
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ...... كما بكى الفراق الألف هيمانُ
على الديار من الإسلام خالية ...... قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائس مـا ...... فيهن إلا نواقيس وصلبانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ...... حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعظة ...... إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه ...... أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ !!!؟
تلكَ المصيبةُ أنْسَـــتْ ما تَقَـدَّمَها ...... ومــالهَا مــن طوالِ الدَّهـرِ نِسيــانُ
يا راكبينَ عــتاقَ الخيلِ ضــامرةً ...... كـــأنَّها في مجـــالِ السَبـقِ عُقبانُ
وحاملينَ سيـوفَ الهنـدِ مــُرهَفةً ...... كــأنَّها في ظَـلامِ النَّقــعِ نــيرَانُ
أَعنــدكُم نبأٌ مـــن أهــلِ أنــدلُسٍ ...... فقد ســرى بحــديثِ القــومِ رُكبــانُ
كَم يستغيثُ بنا المستضعفــونَ وهُم ...... قَتلـى وأســـرَى فمــا يهتــزُ إنسانُ
لماذا التـــقاطعُ في الإســلامِ بينكمُ ...... وأنتــــم يا عبــادَ اللــهِ إخْـــــوانُ
يا مــن لـــذلَّةِ قــومٍ بعدَ عـــزَّتِهِم ...... أحــالَ حـــالهُمْ جــــورٌ وطُغيـانُ
بالأمــسِ كانُوا مُـلُوكاً في مــنازلهِم ...... واليـومَ هـم في بــلادِ الكفـرِ عُبدان
ُفـلو تــراهُم حَيَارى لا دليــلَ لهــم ...... عليهِــمْ مِــن ثيــابِ الـــذُّلِ ألوَانُ
يا ربَّ أمٍ وطفــلٍ حِيــلَ بينهُـــما ...... كـمـــا تُــفــــرَّقُ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلـةٌ مثـلَ حُسـنِ الشمــسِ إذ ...... طلعـت كأنَّما هي ياقــوتٌ وَمَرجانُ
يقودُها العِلْـجُ للمكــروُهِ مكــرَهةً ...... والعــــينُ باكيـــةٌ والقَـلـبُ حيـرانُ
لمثلِ هـذا يبكِي القــلبُ مِن كَمــدٍ ...... إن كـــانَ في القَلـبِ إســلامٌ وإيمانُ

للشاعر : أبوالبقاء الرنــدي

الأحد، 7 يونيو 2009

ولد الهدي (احمد شوقي)

وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعرش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاء
ُذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم تقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الله، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
أحمد شوقي

الجمعة، 5 يونيو 2009

من اروع قصائد الزهد (الجزء الاول)

بينا الفتى مرح الخطا فرحا بما يسعى له
إذ قيل قد مرض الفتى
إذ قيل بات بليلة ما نامها
إذ قيل أصبح مثقلا ما يرتجى
إذ قيل أمسى شاخصا و موجها
إذ قيل فارقهم و حل به الردى
=============================
إن الطبيب له علم يدل به ~ إنْ كان للمرء في الأيام تأخير
حتى إذا ما انتهت أيام رحلته ~ حار الطبيب وخانته العقاقير
=============================
تزود من التقوى فإنك لا~ تدري أذا جنَّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ~ وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ~ وقد أُدخلت أجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروس زيتوها لزوجها ~ وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صحيح مات من غير علة ~ زكم من سقيم عاش حينا من الدهر =============================
تذكـر في مشيبــك والمــآب ~ ودفـنـك بعـد عـزك في التـــــراب
إذا أدخلــــــت قبرا أنت فيـــــــه ~ تقيـم فيـــــه إلى يـــــوم الحســــاب
وفي أوصال جسمك حين تبقى ~ مقطعـــــة ممزقـــــــــة الإهـــــــاب
فلولا القبــر صار عليك سترا ~ لَنُتِنَتِ الأباطــــح والروابــــــــي
خلقت من التراب فصرت حيا ~ وعُلِمْتَ الفصيـــح من الخطــــاب
وعدت إلى التـراب فصرت فيه ~ كأنــــك ما خلقــــت من التــــراب
طلــق هـذه الدنــــيا ثــلاثـــــا ~ وبــــادر قبــــل موتك بالمتـــــاب
ينـــــادى في صبيـحة كل يوم ~ لدوا للمـــــوت وابنــــــوا للخـــراب
============================
هي الدنيا فلا تحزن عليها وأبشر إن تراخت في وصالك
فما فيها مهان عند ربي وما فيها يجر إلى المهالك
تذكر جنة الفردوس واعمل ولا تنسى نصيبك من حلالك
ولا تنسى جهنم حين تلهو تذكر خازن النيران مالك
===========================
يؤمل دنيا لتبقى لـــــــــــــه ***** فوافى المنية قبل الأمــــــل
حثيثا ليروى أصول الفسيل ***** فعاش الفسيل ومات الرجل
============================
إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواح حاد
فلو كنا جمـاد لاتعظنا *** ولكنا أشـد من الجماد
تنادينا المنية كل وقت *** وما نصغ إلى قول المنادي
إذا ما الزرع قارنه اصفرار *** فليس دواؤه غير الحصاد
كأنك بالمشيب وقد تبدى *** وبالأخرى مناديها ينادي
وقالوا قد قضى فقر *** عليه سلامكم إلى يوم التناد
===========================
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، = وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي = بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً، = لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِيتَتي، لا بُدّ مِنها، = تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي = وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى = ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، = وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً = وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى = ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً = يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

من اروع القصائدفي مدح النبي لشاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني)


بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار = وحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـرا = وأعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار
وشقّت الصمت والأنسـام تحملهـا = تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار
وهدهدت " مكّة " الوسنـى أناملهـا = وهـزّت الكون إيذانـا بإسـفـار
فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي = عينيـه أسـرار عشـاق وثوار
كأنّ فيض السنى في كـلّ رابية= مـوج وفـي كـلّ سفـح جـدول جـاري
تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى = تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
واستقبلـت طفـلا فــي تبسّـمـه = آيـات بشـرى وإيمـاءات إنـذار
وشبّ طفل الهدى المنشـود متّـزرا = بالحـقّ متّشحـا بالنـور والـنـار
في كفّه شعلـة تهـدي وفـي فمـه = بشرى وفي عينـه إصـرار أقـدار
وفي ملامحـه وعـد وفـي دمـه = بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه = واللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعد كالنور يخزي الظالمين كمـا = يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العـدل فاحتشـدت = كتائـب الجـور تنضـي كـلّ بتّـار
كأنّـهـا خلـفـه نــار مجنّـحـة = تعـدو قدّامـه أفــواج إعـصـار
فضجّ بالحقّ والدنيـا بمـا رحبـت = تهـوي عليـه بأشـداق وأظـفـار
وسـار والـدرب أحقـاد مسلّخـة = كأنّ في كلّ شبـر ضيغمـا ضـاري
وهبّ فـي دربـه المرسـوم مندفعـا = كالدهـر يقـذف أخطـار بأخـطـار
فأدبر الظلـم يلقـي هـاهنـا أجـلا = وهاهنـا يتلقّـى كـفّ ... حفّـار
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبته = فلم تطـق وقفـة فـي وجـه تيّـار
رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـه = قصوى فشـقّ إليهـا كـلّ مضمـار
وامتدّت الملّة السمحـا يـرفّ علـى = جبينهـا تـاج إعـظـام وإكـبـار
مضى إلى الفتح لابغيـا ولاطمعـا = لكـنّ حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا = عـدلا ... تدبّـره أفكـار أحــرار
ياقاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا = فظائع أيـن منهـا زنـدك الـواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي = تئـنّ مـابيـن سفّـاح وسمسـار
يشدّهـا قيـد سجّـان وينهشـهـا = سوط ويحدو خطاها صوت خمّـار
تعطي القيـاد وزيـرا وهـو متّجـر = بجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري
فكيف لانت لجـلّاد الحمـى عـدن = وكيف ساس حماها غـدر فجّـار ؟
وقـادهـا زعـمــاء لايـبـرّهـم = فعـل وأقوالهـم أقــوال أبــرار
أشباه ناس وخيـرات البـلاد لهـم = يا للرجـال وشعـب جائـع عـار
يأشبـاه نـاس دنانيـر البـلاد لهـم = ووزنهـم لايسـاوي ربـع دينـار
ولايصونون عنـد الغـدر أنفسهـم = فهل يصونون عهد الصحب والجـار
ترى شخوصهـم رسميّـة وتـرى = أطماعهم في الحمـى أطمـاع تجّـار
أكـاد أسخـر منهـم ثـمّ تضحكنـي = دعواهـم أنّهـم أصـحـاب أفـكـار
يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجّدهـم = ومجدهم رجس أخشـاب وأحجـار
لاتخبر الشعـب عنهـم إنّ أعينـه = ترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار
الآكلـون جـراح الشعـب تخبـرنـا = ثيابـهـم أنّـهـم آلات أشـــرار
ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـا = بأنّهـا دمــع أكـبـاد وأبـصـار
يشـرون بالـذلّ ألقابـا تستّـرهـم = لكنّهـم يستـرون الـعـار بالـعـار
تحسّهم فـي يـد المستعمريـن كمـا = تحـسّ مسبحـة فـي كـفّ سحّـار
ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذا = ضجّ السكون وهبّت غضبـة الثـار!
فليغنـم الجـور إقبـال الزمـان لـه = فــإنّ إقبـالـه إنــذار إدبـــار
والنـاس شـرّ وأخيـار وشرّهـم = منـافـق يـتـزيّـا زيّ أخـيــار
وأضيع الناس شعب بـات يحرسـه = لـصّ تسـتـره أثــواب أحـبـار
فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمّـتـه = وفي يديـه لهـا سكّيـن جـزّار!
حقـد الشعـوب براكيـن مسمّـمـة = وقودهـا كـلّ خــوّان وغــدّار
من كـلّ محتقـر للشعـب صورتـه = رسـم الخيانـات أو تمثـال أقــذار
و جثّـة شـوّش التعطيـر جيفتهـا = كأنّهـا ميتـه فـي ثـوب عـطّـار
بين الجنـوب وبيـن العابثيـن بـه = يوم يحـنّ إليـه يـوم " ذي قـار "
ياخاتم الرسل هـذا يومـك انبعثـت = ذكراه كالفجر فـي أحضـان أنهـار
ياصاحب المبدأ الأعلى ، وهل حملت = رسالـة الحـقّ إلاّ روح مخـتـار ؟
أعلى المباديء ماصاغـت لحاملهـا = من الهدى والضحايا نصـب تذكـار
فكيـف نذكـر أشخاصـا مبادئـهـم = مباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟!
يبـدون للشعـب أحبابـا وبينـهـم = والشعب مابين طبع الهرّ والفـار
مالي أغنّيك يا " طه " وفـي نغمـي = دمع وفي خاطـري أحقـاد ثـوّار ؟
تململـت كبريـاء الجـرح فانتزفـت = حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي = صدري جحيم تشظّت بيـن أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشـادي فـإنّ أبـي = " حسّان " أخباره في الشعر أخبـاري
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا = جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـم = كأنّهـنّ قــلاع خـلـف أســوار
نحن اليمانين يا " طـه " تطيـر بنـا = إلـى روابـي العـلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت " عـمّـارا " و مـبـدأه = فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد " عمّـار "
" طه " إليك صلاة الشعـر ترفعهـا = روحـي وتعزفهـا أوتـار قيـثـار

الاثنين، 1 يونيو 2009

محمد في فؤاد الغار يرتجف للشيخ عائض القرني


محمد في فؤاد الغار يرتجفُ ::: في كفّه الدهر والتاريخ والصحفُ
مُزَمّل في رداء الطهر قد صَعَدت ::: أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ
من الصفا من سماء البيت جلَّله ::: نوراً من الله لا صوفُ ولاخصفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت:تيجان من قتلواالأحرارواعتسفو
وَحُرّرت من بلال الحقّ مهجتَه ::: وضلّ ما نسج الباغون واقترفوا
أنا الجزيرة في عيني عباقرة ::: الفجرُ والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتها ::: وفي حمى عرفاتٍ دهرنا يقف
جبريل يروي لنا الآيات في حُللٍ ::: منث القداسات والأملاك قد دلفوا
وقاتلت معنا الأملاك في أُحُـدٍ :: تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابت عيون وأسماعُ وأفئدةُ ::: حُبّاً لمن نوره في الغار مكتنفُ
اقرأ فأنت أبو التعليم رائده ::: من بحر علمك كلُّ الجيل يغترفُ
إن لم تَصُغ منك أقلامٌ معارفها ::: فالزور ديدنها والظلم والصلفُ
تأريخنا أنت أمهرناك في أنفسنا :::نمضي على قبساتٍ منك أو نقفُ
على جماجمنا خُض كل ملحمةٍ :أغلى الرؤس التي في الله تقتطف
في كفك الشهم من حبل الهدى طرف:على الصراط وفي أرواحنا طرفُ
فكن شهيداً على بيع النفوس فما : تحوي الظمائر منا فوق ما نصفُ

نور من الغور

نور من الغور أم صوت من الغار أم ومضة الفكر أم تاريخ أسراري
تطوي الفيافي مثل الفجر في ألق تروي الفيافي كمثل السلسل الجاري
الشمس والبدر في كفيك لو نزلت ما أطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولكن فيك ملحمة يذوب في ساحها مليون جبار
شادوا الدنانير هالات مزخرفة جماعها لا يساوي ربع دينار

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تجلّى مولد الهادي وعمّت بشائره البوادي والهضابا
وأهدت للبرية بنت وهب يداً بيضاء طوّقت الرقابا
لقد ولدته وهاجاً منيراً كما تلد السموات الشهابا