السبت، 30 مايو 2009

روائع من اشعار الإمام الشافعي (الجزء الثاني)

إن الملوك بلاء حيثما حلوا:::فلا يكن لك في ابوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا:::جاروا عليك وإن ارضيتهم ملوا
فاستغن بالله عن ابوابهم كرما :::إن الوقوف علي ابوابهم ذل
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إذا لم اجد تقيا فوحدتي ::: الذ واشهي من غوي اعاشره
واجلس وحدي للعباده آمنا :::أقر لعيني من جليس أحاذره
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لما عفوت ولم احقد علي احد:::ارحت نفسي من هم العداوت
إني احيي عدوي عند رأيته:::لأدفع الشر عني بالتحيات
واظهر البشر للإنسان ابغضه:::كما إن قد حشا قلبي محبات
فالناس داء ودواء الناس قربهم:::وفي اعتزالهم قطع المودات
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ومن هاب الرجال تهيبه ::: ومن حقر الرجال فلن يهابا
ومن قضت الرجال له حقوقا::: ومن يعص الرجال فما اصابا
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وعين الرضا عن كل عيب كليله:::ولكن عين البغض تبدي المساويا
ولست بهياب لمن لا يهابني :::ولست اري للمرء ما لا يري ليا
فإن تدن مني تدن منك محبيتي :::وإن تنأ عني تلقني لك نائيا
كلانا غني عن أخيه حياته:::ونحن إذا متنا اشد تغانيا
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لا تحملن لمن يمن::: من الأنام عليك منه
واختر لنفسك حظها:::واصبر فإن الصبر جنه
منن الرجال علي القلوب :::اشد من وقع الأسنه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
زن من وزنك بما وزنك::: وما وزنك به فزنه
من جاء اليك فاذهب::: اليه ومن جفاك فصد عنه
من ظن انك دونه ::: فدع هواه إذا وهنه
واذهب الي رب العباد ::: فكل ما يأتيك منه
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثلاث هن مهلكه الأنام ::: وداعيه الصحيح الي السقام
دوام مداومه ودوام وطء ::: وإدخال الطعام علي الطعام
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يا لهف نفسي علي مال افرقه ::: علي المقلين من أهل المرؤآت
إن اعتذاري لمن جاء يسألني ::: ما ليس عندي لمن لمن احدي المصيبات
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إذا نطق السفيه فلا اجبه ::: فخير من اجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه ::: وإن خليته كمدا يموت
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عيك بتقوي الله إن كنت غافلا ::: يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا ::: وقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق يأتي بقوه ::: ما اكل العصفور مع النسر
::::::
تذود من التقوي فإنك لا تدري ::: إذا جن ليل هل تعيش الي الفجر
فكم من فتي يمسي ويصبح ضاحكا ::: وقد نسجت اكفانه وهو لا يدري
وكم من صحيح مات من غير علة ::: وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فمن عاش الفا والفين ::: فلا بد من يوم يسير فيه الي القبر
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إن كنت تغدوا في الذنوب جليدا::: وتخاف من يوم المعد وعيدا
فلقد اتاك من المهيمن عفوه ::: وافاض من نعم عليك مزيدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ::: في بطن امل مضغه ووليدا
لو شاء أن تصلي جهنم خالدا::: ما كان الهم قلبك التوحيد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الجمعة، 29 مايو 2009

روائع من اشعار الإمام الشافعي (الجزء الاول)

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا*** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحه*وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ***ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعه ***فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ***ويلقاه من بعد المحبه بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ***ويفشي سرا كان بالأمس قد خفا
سلام علي الدنيا إذا لم يكن بها**صديق صدوق صادق الوعد منصفا
***********
الم يبق في الناس إلا المكر والملق*شوك إذا لمسوا زهر إذا رمق
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم* فكن جحيما لعل الشوك يحترق
***********
أمت مطامعي فأرحت نفسي ***فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا *** ففي إحيائه عرض مصون
اذا طمع يحل بقلب عبد *** علته مهانه وعلاه هون
************
إذا اصبحت عندي قوت يومي فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم الغد ببالي فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن اراد الله امرا فأترك ما اريد لما يريد
*********
ولولا الشعر بالعلماء يزري *** لكنت اليوم اشعر من لبيد
واشجع في الوغي من كل ليث***وآل مهلب وبنو يذيد
ولولا مخافه الرحمن ربي *** حسبت الناس كلهم عبيدي
**********
إذا رمت أن تحيا سليما من الاذي ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطق منك اللسان بسوأه فكلك سوأت وللناس السن
وعيناك إن ابدت اليك معايبا فدعها وقل يا عين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي ودافع ولكن بالتي هي احسن
**********

السبت، 23 مايو 2009

عائض القرني


حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي :::: ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
أني لأغضب للكريم ينوشه :::: من دونه وألوم من لم يغضب
وأحبّ كلّ مهذب ولو أنّه ::::: خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى :: حبّ الأذية من طباع العقرب
من شعر ايليا ابو ماضي

الخميس، 21 مايو 2009

سكت فغر اعدائي السكوت

سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ :::: وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ
وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ::::::أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت

وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي::::::ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيت

ُبسيفٍ حدهُ يزجي المنايا:::::::::وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ

خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً::::::::وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ

وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا:::ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ

وَإني قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي::::::بأقحافِ الرُّؤوس وَما رَويتُ

فما للرمحِ في جسمي نصيبٌ:::::ولا للسيفِ في أعضاي َقوتُ

ولي بيتٌ علا فلكَ الثريَّا:::::::::تَخِرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ

دع الايام تفعل ما تشاء للامام الشافعي

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي فمـا لحـوادث الدنيـا بقـاء
وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحـة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخـاء فكـل عيـبٍ يغطيـه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى الأعـادي قـط ذلاً فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن فما يغني عن الموت الـدواء

الثلاثاء، 19 مايو 2009

غثاء السيل للإمام علي

ما اكثر الناس ..لا بل ما اقلهم
الله يعلم اني لم اقل فندا
إني لأفتح عيني حين افتحهها
علي كثير ولكن لا اري احدا

الأحد، 17 مايو 2009

قصه مؤثره



جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها‎ الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية‎:لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون‎.أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني‎.أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق‎..عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟‎قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع‎ ....كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ...... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا‎ ..سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع‎ .حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني‎.بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي‎.صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم‎.قالوا، أولاً راجع الطبيبة‎ ..دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر‎ !!خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس‎.سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي‎ ..لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس‎ ..خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه‎ !كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً‎.مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم‎ ..لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته‎.كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر‎.في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة‎!إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟‎!حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض‎.أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.... فبكى‎.أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم‎ !!..قال: نعم‎ ..نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟‎قال: أكيد عمر .... لكنه يتأخر دائماً‎ ....قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك‎ ..دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك‎.لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه‎ ..بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها‎.أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة‎!!خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال .... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق‎ ...لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار‎.عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم‎ ..من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه‎.ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس‎ !فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً‎.توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً‎...تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم‎.كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها‎ ..قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت‎...أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت‎.استعذت بالله من الشيطان الرجيم‎ ....أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح‎.تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟‎قالت: لا شيء‎ .فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟‎خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها‎...صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟‎لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله‎...لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة‎.عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ..... حين فارقت روحه جسده‎ .. هذه هي القصه قصه التوبه والرجوع ! يا رب اقبلنا من التائبين واعنا علي الثبات اللهم آمين..آمين..آمين..وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

السبت، 16 مايو 2009

الكلاب اكله الجيف

روي أن كلبا غضب يوما كون إسمه(كلب) فذهب الي الأسد وقال له أيها الملك إن الحيوانات تناديني ب(ياكلب) وهذا امر يؤذيني فهل تلقبني بلقب غير(كلب) فتناديني به الحيوانات فقال له الاسد نعم نلقبك ب (اسد) ولكن علي شرط أن لا تأكل الجيف! لأنه لا يأكلها غير( كلب) فقال الكلب هذا امر هين. ثم ذهب الكلب ومضي الوقت حتي قرصه الجوع فوثب علي لجيفه ليأكل منها فمر عليه الأسد فقال له تمهل ولا تأكل منها فسوف تعود (كلبا)! فضحك وهو يقول: وهل (كلب) إلا اسم حس!!

القلم للشاعر احمد مطر

جس الطبيب خافقي وقال لي هل هنا الألم؟
قلت له : نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي وأخرج القلم.
هزا الطبيب رأسه ومال وابتسم
وقال لي: ليس سوي قلم!
فقلت له:لا يا سيدي!
انه يد وفم!رصاصه ودم!وتهمه سافره
تمشي بلا قدم!!

متي تغضب

اخي في الله اخبرني متي تغضب
إذا انتهكت محارمنا متي تغضب
إذا نسفت معالمنا متي تغضب
:::::::
إذا ديست كرامتنا؟ إذا قتلت اخوتنا؟
إذا قامت قيامتنا ولم تغضب
فأخبرني متي تغضب
::::::::
إذا نهبت مواردنا؟
إذا نكبت معاهدنا؟
إذا هدمت مساجدنا وظل المسجد الاقصي
وظلت قدسنا تغضب ولم تغضب
فأخبرني متي تغضب
:::::::
رأيت هناك اهوالا
رأيت الدم شلالا
عجائز شيعت للموت اطفالا
رأيت القهراشكالا والوانا ولم تغضب
فأخبرني متي تغضب

فيلم البطل احمد عبد العزيز4


فيلم البطل احمد عبد العزيز 3

فيلم البطل احمد عبد العزيز 2

فيلم البطل احمد عبد العزيز 1

الجمعة، 8 مايو 2009